Translate

الأربعاء، 19 أغسطس 2015

«البوليستر» القاتل يهدد أرواح عمال الموبيليا بدمياط

سيطرت حالة من الغضب على «الأُسترجية» (مصنعى الأثاث بدمياط)، بسبب ارتفاع أسعار الخامات وعدم صرف تأمينات أو معاشات لهم، باعتبارهم أكثر الفئات عرضة للإصابة بالأمراض الخبيثة التى تؤدى إلى الوفاة بسبب استخدام مواد كيميائية خطيرة فى الصناعة كـ«البوليستر».


وقال يوسف صلاح، 31 عاماً: قدمت إلى دمياط منذ أن كان عمرى لا يتجاوز السنوات الخمس، عملت «أُسترجى»، وتعلمت الصنعة على أيدى كبار متقنيها بدمياط. ويضيف: رغم علمى بخطورة المواد المستخدمة فى رش ودهان الأثاث كالبوليستر، إلا أنه لا يوجد بديل لدينا، ورغم تصريحات المسئولين بين الحين والآخر بخطورة «البوليستر»، لما يسببه من أمراض سرطانية، فإن الحكومة لم توفر لنا البديل، خاصة أنه يتم استخدامه فى تصليب الأثاث، واختتم «صلاح»، كلامه مطالباً المسئولين بتوفير خامات بديلة للبوليستر، لإنقاذه وعائلته من الإصابة بالسرطان، كما طالب بخفض أسعار المواد الخام وتشديد الرقابة عليها عند استيرادها. بدوره طالب محمد صلاح يوسف، 25 عاماً، «أُسترجى»، بتدخل الحكومة وتوفير مواد بديلة يمكن استخدامها فى صناعة الأثاث لإنقاذ آلاف الشباب من أمراض الصدر والحساسية، بشرط توفير البديل بذات الجودة والسعر. وأشار إلى سرقة الشركات المصنعة المواد المستخدمة فى الصناعة كالتنر والمط فى الأوزان وتحميل الصانع خسائر لا حصر لها، واختتم كلامه قائلاً: «عايزين ناكل عيش وصحتنا ماتتدمرش، مش أكون واقف باشتغل وحاسس إنى مخنوق وهموت بسبب البوليستر، هو ده كتير علىّ كمواطن».
وبعيداً عن الورش المغلقة، وقف أحمد غنيم، يباشر عمله، قائلاً: «بعد ما أغلقت ورشتى لعجزى عن سداد ديونى، بسبب الركود الاقتصادى وتدهور الصناعة، اضطررت إلى العمل لدى أصحاب الورش كأسترجى، بعد ما كنت صاحب ورشة، ورغم خطورة مادة البوليستر، باعتبارها مادة كيميائية سريعة الاشتعال قد تؤدى إلى حرق كل العاملين بها داخل الورشة حال إلقاء عود كبريت دون قصد، إلا أن أكل العيش مُر».
وأضاف «رغم حصولى على شهادة متوسطة، فإن كله محصل بعضه، لا الحكومة وفرت لنا عمل، كما لم توفر لنا بدائل المواد الكيميائية الخطرة لإنقاذنا وذوينا من الأمراض الخبيثة والسموم اللى بتاكل فى أجسادنا يوم وراء الآخر». من جانبه، طالب محمد الحطاب، أمين صندوق نقابة صناع الأثاث بدمياط، المسئولين بالتدخل والتعاقد مع كلية العلوم لإنتاج مواد بديلة عن البوليستر، لاستخدامها فى صناعة الأثاث وإنقاذ الدمايطة من الإصابة بأمراض الصدر، كما طالب بحضور وفد طبى من وزارة الصحة لإجراء الكشوف الطبية والتأكد من أن صناع الأثاث باتوا مصابين بأمراض الصدر بسبب البوليستر.

"الوطن"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شارك بتعليق ... تعليقك يهمنا ...